ذرية الاب ادم ذرية كثيرة العجائب ولا يقاربها - في الاعجوبة - الا ذرية الحمار
الاول الذي حمل اول حمل في السوق , ولعلهم في هذه الناحية - اعني ناحية الامام - من
الاعاجيب الشديدة الاعجوبة ولا يماثلهم في ذلك الا يد موسى - عليه السلام - البيضاء
واهرامات الطاغية الفرعون رمسيس الثاني .
القطيع - لا نوعا بعينه من القطعان بل اي قطيع - اقول اي قطيع حينما يتحرك في
البراري تراه ينتظم بكل سهولة ويتقدمه الحيوان القائد - اي الامام - ولان الحيوانات
مخلوقات تختلف عن تلك الذرية فلا تجد الكثير من الخلافات حول هذا المنصب , فالكل
منصاعون للامام ولا يخالفه احد منهم .
اما هم - ياقوم - فانهم قد ابدعو في هذا الامر ايما ابداع , اعني الامامة ولنبدا من
الامام الاول - ولا اعني رجلا بذاته وانتم تعلمون انهم يرون ان كل واحد منهم هو
الامام الاول واظن ان الضحك والقهقهة هنا من الامور المندوبة - الذي ركب فوق حمار
السلطان قبل البقية , هذا الامام طبق قاعدة " السبق " الشهيرة , وتوالت بعده
القواعد والمذاهب والاقوال في عرش الامام حتى بلغت في عهدنا الحاضر مبالغ عظيمة لم
تبلغ الاجيال القديمة عشر معشارها !!
" شيخ الحارة " , هو الامام الاول طبعا في الحي , ولعل اهل الحارة لا يعلمون على
وجه القطع ماهو عمله الا انه موجود ٌ ولا يمكن انكار ذلك , اما الاخ " رئيس الوزراء
" فهو الامام الاول - كما اسلفت انفا - في الطاولة المستديرة الحاوية لوزراءه ,
واياكم ان تقولو ان معنى كلمة رئيس تعني مثلا خادم او عبد , واما سبب اختيارهم
للاسم هذا " رئيس الوزراء " فهو نتيجة لكون الوزير في العصور القديمة كان واحدا ,
فلما تزاحم الراغبون بالانضمام لمهرجان الامامة اضطر القوم لاستحداث هذا المنصب
واتاحة الفرصة لمن اراد الوزارة من ذوي الرايات الملونة .
" المجلس " , هو شيء وصلت اليه الامم كحل وسط لمشكلة التكاثر في الائمة , ومنه "
مجلس الشيوخ " , و " مجلس الادارة " والمجالس البرلمانية و الصناعية والزراعية
والتجارية و غيرها من اشكال الجلوس - الدائرة طبعا كان اكثر الاشكال الجلوسية هنا -
, ولعل الجلوس هنا لم يساعد في حل المشكلة - مشكلة التكاثر - بل انه قد زاد الطين
بلة حيث ان الجالسين يقضون الوقت في المداولات الطويلة للمواضيع والمشكلات المطروحة
على جداول الاعمال وتمضي الساعات تلو الساعات - وهم لا يزالون يتمتعون بالجلوس -
ولا يصلون الى اي نتيجة وفي احيان كثيرة كان الائمة هؤلاء يتعاركون في المجلس
مطبقين قانون الغابة - المغالبة - والامامة للغالب هنا - وانا شخصيا لا احب الثرثرة
البتة !
اكبر المشاكل التي يواجهها الاخ - الامام الاول - هو الحصول على الاعتراف بامامته
من الافراد الاخرين , لان امرا كهذا يعد من اصعب الامور , لكنني مسرور بان اخبرك ان
كنت اماما مبتدئا ً ان هناك طرقا مختصرة لذلك واشهرها هو النوم مع نساءهم واحدة
واحدة , وبعد ذلك ستجدهم بين يديك جميعا ً , اما الطريقة الاشهر في بعض البلدان
المعروفة بكثرة الاغبياء فهي قتل عدد منهم , وبعد انتهاءك - عزيزي - من غسل الات
القتل من دمائهم ستجد الباقين قد توافدو للتهنئة والمباركة . الطريقة الاكثر ظرافة
هي الاحتيال وهي الاقناع الفكري لهم انهم اقل منك درجة وانك اعلى منهم درجة وبذلك
سينصاعون لامامتك بلا ريب , اما طريقة - الاخوة - اليهود في ذلك فلعلها الاكثر
اضحاكا حيث انك بمجرد قيامك بعدد من العمليات التخريبية ستجدهم قد اقبلو مقرين لك
بالغلبة والفوز بالعرش .
انا اعلم - اخيرا - انك في قرارة نفسك ترى انك ايضا - الامام الاول - ولا تحاول
ابدا في ان اكون واحدا من الاتباع والرعية , لانني كذلك - الامام الاول - ولست
باطول مني ذراعا ولا اكثر مني عيونا ً , وان كنت في الحقيقة لا احب منصب - الامام
الاول - لانه يشعرني بالغثيان والقرف والقذارة وتنتابني حالات عصبية - حينما يشعرني
احدهم بذلك - واصبح رجلا لا يمكن الحديث معه وتصبح البصقة وقتها في اقرب اوقات
حدوثها , البصقة قريبة جدا حينما اجلس فوق العرش , عرش الامام البصاق !!