كل من يتكلم في جمع من الناس - سواءا اكان عالما او خطيبا او مدرسا او مجرد مشارك ناشر لكلامه في وسائل التواصل - فان عليه ان يعلم امورا حول مثل هذا التصدر بين الناس حين يقوم به .
اولا عليه ان يسال الله التوفيق فان من عدم التوفيق عدم الفلاح وحرم النجاح وخسرت صفقته لاريب ؛ ثانيا علبه ان يعلم ان لنفسه حظا مما يقوم به والنفس امارة بالسوء ؛ فقد تدعوه نفسه الى الكذب في كلامه او الغش في مقاله او الرياء في خطابه او الزيغ في بيانه او الميل في عبارته .
ثالثا عليه ان يعلم ان الكلمة مسؤولية وان عليه احسان اختيار كلماته فيصطفى لجمهوره وحضور منبره خير الالفاظ واحسن المباني واجود المعاني وافضل المقاصد واجمل العبارات ؛ ومن مسؤولية الكلمة الامانة في النقل عن الغير فلا يدلس في كلامه فيما يخبر به عن غيره ولا يحرف في معاني ما يقوله عن من سواه من الناس .
رابعا عليه تحري الحق فيما يطرح من طرح امام الناس فيقصد طلب الصواب في كل مسالة يتعرض لها ولا ينجرف الى الاقوال الباطلة في دين الله تعالى والمتهافتة في شريعة الله تعالى والساقطة في امر الله تعالى ؛ بل يقول مايراه حقا وان لا يخشى في الله لومة لائم.
خامسا عليه ان يصون لسانه عن الوقيعة في اعراض المؤمنين وان اختلف معهم في دين او عقيدة او مذهب او طريقة بل يمتنع من تناول احوالهم بالباطل ولا يصفهم بما هم ليسوا من اهله وان لا يسب ولا يشتم ولا يتنقص احدا من عباد الله جل وعلا ؛ بان يكون محتاطا عن التكلم عن الاشخاص فلا يكفر بغير بينة ولايبدع بغير حجة ولا يفسق بغير مجوز ولا يضلل بدون ذريعة.
فان التزم صاحب الكلمة والمرتقي لاعواد المنابر هذه الامور الخمسة فان امره ان شاء الله تعالى يكون خيرا من خير في خير والى خير وان خالف فقد تجرا على جناب الله تعالى الذي سيحاسبه على كل ما نطق به لسانه يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله تعالى بقلب سليم ؛ والحمدلله رب العالمين واليه تصير الامور.