كوميديا السياسة ... ومسرح الخداع المباشر



 

 

 



كوميديا السياسة ... ومسرح الخداع المباشر

 

 

الاثنين الرابع والعشرين من رمضان ١٤٤٦ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y





مسرح السياسة. حيث الساسة يمثلون امام الجماهير مدى حرصهم على رعايتهم ويصدرون في ذلك البيانات - بواسطة التهم الاعلامية!- ويصدرون القرارات - بواسطة اجهزتهم - التي تعبر عن مدى العناية العظيمة لصاحب الفخامة رئيس - او ملك او امير - البلاد ؛ وينتقلون الى الجوامع ليؤدوا صلاة العيد او التراويح - ليرى الشعب مدى ديانة رؤسائه - او امراءه او ملوكه - في مشهد ايماني عظيم خالد.

الرئيس - او الملك او الامير - لايعجبه رئيس - او ملك او امير دولة اخرى ، ويلاحظ الرئيس ان دولة الرئيس الاخر لديها موارد كبيرة وثروات ضخمة ومقدرات كثيفة ؛ فيطمع فيها ويفكر بالسيطرة عليها وضمها لممتلكاته .

فيحاول الرئيس الاول .ممارسة طاغوتيته على الرئيس الاخر فيمنيه بالعلاقات التجارية والصفقات الرابحة بشرط ان يعترف بسلطة هذا الرئيس عليه وعلى مقدرات بلاده ؛ ثم يرفض ذلك الرئيس - او الملك او الرئيس - - كل هذه العروض فيقرر الرئيس - او الملك او الامير - الاول شن حرب على الرئيس - او الملك او الامير - الرافض لسيطرته والذي لايملك الكثير من القوات العسكرية.

تبدا الحرب بشن حملات اعلامية من قبل الات الرئيس الاول تظهر خصمه بصفة الرئيس المجرم - وانه معتدي ولابد من خوض حرب معه ويبدا الاعلاميون بالظهور بالتلفزيون وهم يحاولون اقناع الجماهير بحجم فساد الرئيس الاخر وحجم ظلمه لرعيته وكيف انه يضطهد الاقليات ويتناوب على ذلك الصحفيون التابعون للرئيس الاول .

؛ ثم يبدا المشايخ والعلماء والدعاة باعطاء هذه الحرب صفة القداسة ؛فيخرجون في القنوات الدينية وهم يتحدثون عن انحراف الرئيس الاخر ومدى ضلاله وكفره وكيف انه لايحب الرسول ولا الصحابة وانه يؤمن بالعلمانية كطريقة حكم ويتناوب الشيوخ والعلماء والدعاة على ذلك طوال فترة الحرب ؛ وتصدر الفتاوى عن الهيئات الدينية لدى الرئيس الاول بكفر الرئيس الاخر..

تستمر الحرب عدة سنوات ويخسر الرئيس الاول العشرات والمئات من المليارات في هذه الحرب ولم يستطع احتلال دولة الرئيس الاخر ؛ ويفشل في عدوانه ويعترف بخطا خططه وتهافت رؤيته ؛ هنا لايحاسب احد الرئيس على ما اقترفت يداه وما قتله من ابرياء في هذه الحرب ؛ ويعلل الجميع ذلك بالقول " ان الدولة دولته وهو حر فيها " .

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



page counter