الاحد الثالث والعشرين من رمضان ١٤٤٦ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
لقد اتى الاسلام بمفهوم البيعة كنظام سياسي تقوم عليه الدولة المسلمة والبيعة عقد بين الرعية والامير - لا توجد نصوص محددة بصفة البيعة والامر متروك للاجتهاد - ويقوم بموجبها الامير بسياسة الرعية بما يصلح دينهم ودنياهم ويقوم الرعية باداء الحقوق والواجبات للامير المعقودة له البيعة.
ومن خصائص البيعة - كما ورد في النصوص المقدسة - انه للامير السمع والطاعة من الرعية ويشترط رضا الرعية عن الامير لتصح البيعة ومنها كذلك ان بيعة المكره لا تنعقد ومنها مبدا الشورى في اختيار الامير ومنها النصح للامير في المعروف وغيرها.
وتحرم الشريعة الخروج على الامير - العمل المسلح ضده وضد سلطانه - مادام يؤدي الصلاة ولم يكفر ؛ وان كان جائرا ظالما فاسقا باغيا ؛ وذلك لما في الخروج عليه من المفاسد واهلاك الانفس واستباحة الاعراض وسلب الاموال ؛ وايضا لا تمانع الشريعة من نصح الامير ولكن بالمعروف .
والحقيقة ان مبدا البيعة لدى بعض المذاهب قد انحرف كالشيعة فالبيعة عندهم لصاحب الزمان اي الامام المهدي وهذا امام غائب ولا يعلم متى يظهر ولابد من امام حاضر ؛ والطائفة الوحيدة الاي لازالت تعمل بمفهوم البيعة هم اهل السنة والجماعة .
ولك ان تتخيل مالمفهوم البيعة من الحسنات كانتظام امور المسلمين وصلاح دنياهم واخراهم ان شاء الله تعالى ؛ والحمدلله رب العالمين واليه تصير الامور.