الاجهزة الامنية في الحكومات العربية الحديثة وادوارها
الاجهزة الامنية في الحكومات العربية الحديثة وادوارها
الخميس الثامن والعشرين من شعبان ١٤٤٦ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
هنالك شيء يخص الحكومات الامنية العربية - حيث اغلب الانظمة العربية عبارة عن انظمة امنية قمعية ديكتاتورية طاغية وظالمة وهو امر لايمكن لاحد منها انكاره والواقع يصدق ذلك - التي نشات في العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية وبعد زوال الاستعمار الاجنبي الا وهو اجهزة الامن.
هذه الاجهزة الامنية مافتات توطد للسلطات امرها وتثبت للامراء اركان حكمهم وتقوي للملوك عروشهم وتعضد للرؤساء كراسيهم. والحقيقة ان هذا الجهاز الامني يقوم على القهر والاستبداد والطغيان والظلم والتعذيب ؛ وهو امر مشهود ومشهور ومعروف حيث يوجد في المملكة العربية السعودية جهازان امنيان مختصان بحماية النظام السياسي الا وهما جهاز المباحث العامة وجهاز امن الدولة ومن ضمن مهامه مراقبة ومتابعة حركات المعارضة واعتقال شخصياتها ان وجدت.
وفي مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر والمغرب وبغالب الدول العربرة يوجد جهاز المخابرات العامة وعمله مختص بمتابعة المعارضين السياسيين والراغبين بتغيير النظام السياسي وايضا الافراد الذين ينتقدون نظام الحكم ويوجهون له الادانات على اعماله وهي اجهزة محترفة وذات امكانيات كبيرة وسلطات واسعة ومجالات متنوعة.
ومما هو معروف عن هذه الاجهزة الامنية انها دموية بشكل لا يمكن تخيله ؛فهناك الاعتقال الذي يبدا بعمليات الاختطاف للمعتقل ثم الزج به في غياهب السجون مع ما يصحب ذلك من عمليات التحقيق الغير اخلاقية والتعذيب لانتزاع الاعترافات واستخراج المعلومات . وايضا مدى الصلاحيات الممنوحة لهذه الاجهزة الامنية كمباشرة اطلاق النار والقتل والاصابة وهو امر شهدت المنطقة العربية العديد منه واخرها احداث رابعة في مصر ابان حكم الاخوان.
والحقيقة ان هذه الاجهزة الامنية تنتهك ابسط حقوق المواطن العربي من حقه في التعبير عن رايه دونما خوف من الملاحقة القانونية والمعارضة السياسية السلمية للنظام الحاكم كحق كفلته معظم اعراف ودساتير العالم.
وايضا مما يعرف عن هذه الاجهزة الامنية في التعدي على الانفس والاموال والاعراض مع مايرافق من قذارة في الاساليب كنشر الشاعات عن الفرد المستهدف لتدمير صورته في المجتمع وقتل شخصيته اجتماعيا ؛
وكذلك لا تتورع هذه الاجهزة الامنية عن الاعتداء على عوائل الافراد المطلوبين من نساء ونشر الشائعات الرخيصة حولهن وتهديدهن بالاغتصاب وانتهاك العرض كوسيلة لجعلهن يضغطن على هؤلاء الافراد لتغيير مواقفهم وسياساتهم واعمالهم المعارضة للنظام السياسي.
وهذا غيض من فيض حول النظم الامنية العربية الحاكمة في العالم العربي حاليا ؛ ولا سبيل لاصلاح هذا الا بالدعوة الى حركات سياسية معارضة تطالب باحترام حقوق الافراد والامتناع عن ملاحقة المصلحين والمعارضين عل هذه الانظمة البائسة تستجيب وتكف شرورها عن عباد الله تعالى وتتوب عن غيها وتوقف اجرامها ؛ والحمدلله رب العالمين واليه تصير الامور.