الصحافة العربية الاسلامية وضرورة تحريرها



 

 

 



الصحافة العربية الاسلامية وضرورة تحريرها

 

 

الخميس الثالث والعشرين من رجب ١٤٤٦ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y



صحيفة تشرين الحكومية السورية وبعد اعلان سقوط النظام غير اسمها - قيل انه بقرار من وزارة الاعلام الجديدة - الى صحيفة الحرية في خطوة تكشف عن مدى تبعية الصحافة العربية للانظمة السياسية وحجم طاعتها لمن يكون في مركز القرار .

يسمون الصحافة بالسلطة الرابعة - بعد السلطة الرئاسية والسلطة النيابية والسلطة القضائية - في بعض الاماكن الا انها لدينا في العالم العربي والاسلامي ليست سوى ذراع اعلامي للنظام الحاكم وتعبر عن رؤيته وسياسته وتدافع عنه دوما.

لا توجد صحافة حرة لدينا فكل رؤساء تحرير الصحف - في عالمنا العربي والاسلامي - يتم تعيينهم من قبل الوزارة المكلفة بالشان الاعلامي اي وزارة الاعلام - تخيل ان يكون لدى النظام السياسي وزارة مختصة بالترويج له وانفاق الاموال والطاقات لتمجيده - وهو امر محزن حقيقة ومؤلم في ان.

الصحف - في عالمنا العربي والاسلامي - تقوم بدور سياسي الغاية منه غسل ادمغة القراء بالدعاية السياسية للانظام الحاكم وتمجيد مسؤوليه ورموزه والتعبير عن صوته السياسي وكذلك تقوم بالترويج له بين الفئات الشعبية لكسب عقول وقلوب المواطنين بوسائل اقل مايقال عنها بانها وسائل دنيئة وحقيرة ومبتذلة ومنحطة.

الانظمة السياسية العربية والاسلامية تعلم مدى اهمية الاعلام لاستمرارها وبقائها على سدة الحكم بحيث انه وسيلة دفاعية ضد اي محاولة لزعزعة اركان هذا النظام وتقوم عبر الاعلام بتغيير الوقائع وتبرير الاحداث وتزوير الاراء وغسل العقول وترشيد المعارضة والاهم التحكم في طبيعة تفاعل الشعوب مع مستجدات النظام السياسية .

لابد من تحرير سيطرة النظم السياسية على ادوات الاعلام وانشاء مايمكن تسميته بالاعلام الحر الذي يقوم بدوره المنتظر منه الا وهو الرقابة على اعمال النظام السياسي وكشف اخطاءه ومصائبه وفضح الفساد والفاسدين فيه

وفي ذلك الوقت وحده يمكن لنا ان نقول عن اعلامنا وصحافتنا بانها فعلا سلطة رابعة ويجوز لنا حينها ان نرفع القبعة للصحفيين الذين يمثلون صوت الشعب وفجر الحرية لا ان يكون الامر بتغيير اسم الصحيفة تماشيا مع ساكن قصر الحكم الجديد ؛ والحمدلله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



free website counter