الحركة الوهابية في ميزان الشريعة ( ٨ ) .. سقوط الدولة السعودية الثانية
الحركة الوهابية في ميزان الشريعة ( ٨ ) .. سقوط الدولة السعودية الثانية
الاربعاء الثاني والعشرين من رجب ١٤٤٦ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
عادت الحركة الوهابية للظهور مرة اخرى بعد زوال دولتها - الدولة السعودية الاولى - على يد والي مصر محمد علي اقول عادت للظهور مرة اخرى على يد احد امراء الحركة الوهابية وهو تركي بن عبدالله عام ١٢٣٤ ، واسست بذلك المرحلة اليانية للحركة الوهابية اي الدولة السعودية الثانية.
جعل تركي من مدينة الرياض عاصمة له بدلا من الدرعية - ااتي دمرت في الحملة المصرية - وبدا في التوسع الا ان هذه الدولة ابتلبت بكثرة الخلافات داخل بيت الامارة - بيت السعود -
"
كان لعودة الأمير مشاري بن سعود آل سعود بعد هروبه من قافلة الأسرى المتجهة إلى مصر، وقعها الكبير على مشاري بن معمر الذي همّ بالامتناع والمحاربة، ولكنه لم يسعه إلا أن يقبل بالصلح وأن يتنازل عن الحكم لمشاري، وإن كان يضمر في نفسه ضده ما يضمره. وقد انتقل ابن معمر بعد ذلك من الدرعية إلى سدوس؛ حيث ادعى المرض واعتكف في بيته يخاطب رؤساء المدن ممن يكرهون الأمير مشاري آل سعود، وكان آل حمد رؤساء حريملاء طلبوا منه الانتقال إليها، ثم أرسل إلى فيصل الدويش يطلب منه المدد فأمده ونتيجة لذلك قام ابن معمر بتحريك جيوشه إلى الدرعية والقبض على مشاري آل سعود بدون أن يشعر أهل الدرعية، ثم تحرك بجيشه إلى الرياض للقبض على الأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود، الذي استطاع الهرب إلى الحاير قاصداً ضرماء، بهدف مباغتة قوات ابن معمر، واتجه منها إلى الدرعية حيث تخاذل أهل الدرعية عن نصرة ابن معمر؛ فقبض عليه تركي وأخذه إلى الرياض حيث حبسه مع ابنه، وأن يرسلوا إلى عشيرته في سدوس ليعيدوا الأمير مشاري آل سعود إلى الرياض، لكن أهل سدوس كانوا قد سلموا الأمير مشاري إلى الحامية المصرية في ذلك الوقت، فأمر الأمير تركي بقتل ابن معمر وابنه، ولكنه لم يتمكن من البقاء في الرياض لعودة القوات المصرية إليها؛ فهرب مرة أخرى."( ١ ) وقد عاش الإمام تركي حتى اغتيل على يد ابن أخته مشاري بن عبد الرحمن آل سعود.
تولى الحكم بعد تركي عبدالله ابنه فيصل بن تركي ثم ابنه عبدالله ثم عبدالرحمن بن فيصل الذي كان اخر امراء الدولة السعودية الثانية التي سقطت على يد امير جبل شمر ابن رشيد عام ١٣٠٩ .
ورغم ان الحركة الوهابية كانت تعتمد مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب الا انها انشغلت بكثرة الخلافات داخل اروقة الحكم الوهاببة ولم تصطدم مع والي مصر او الدولة العثمانية - ويبدو انها تعلمت من دروس الدولة السعودية الاولى - وشهد خفوتا في نشاطها الدعوي واعمالها في هدم القبور والقباب لانشغال امىائها بالفتن والحروب الداخلية على الملك .