يمثل نظام المرجعية الدينية في الاسلام عمودا تقوم عليه الملة حيث يكون هنالك نفر من الناس يرجع اليهم المسلمون في امورهم كافة وليست الاحكام الشرعية فقط ؛ وهم مايمكن ان يعبر عنهم بالائمة الكبار من العلماء الذين تواترت الاخبار بعدالتهم وفقاهتهم وعدلهم وحكمهم .
هؤلاء الاناس لهم دور عظيم في الايمان في انفس الناس برجوعهم اليهم وليس من السهل الوصول لهذا مناصب بين اهل الاسلام ؛ بل يتطلب الامر الكثير من الدراسة والتحصيل ووفور العقل والحكمة والقليل من السياسة التي لا تخالط او تعارض سياسة امراء وحكام وسلاطين الامة.
ففي مذهب اهل البيت نجد مثلا المراجع - مراجع التقليد - الذين تجمع على تقدمهم كافة فئات الشيعة وفي مذهب اهل السنة نجد كبار العلماء والمفتين الذين تلقت الامة علمهم بالقبول ووثقت بطول باعهم في العلوم والمعارف وهكذا دواليك .
وعند الفحص نجد حقيقة ان نظام المرجعية لدى الشيعة اكثر ضبطا للفتاوى والعلم والفقه وسائر علوم الشريعة منه لدى مذهب اهل السنة الذين يعتمدون كثيرا على السلطان - الامير المعقودة له البيعة - في تعيينهم واختيارهم ؛ بينما يوجد استقلال كبير لمراجع الشيعة عن السلطة الحاكمة .
وعموما يمكن القول ان نظام المرجعيات في الاسلام له دور عظيم - وان اعترته بعض المساويء - في حفظ نظام الملة وصون الشرع المطهر وقبل ذلك حفظ انفس واعراض واموال المؤمنين جميعا ، والحمدلله رب العالمين واليه تصير الامور .