الجمعة السابع والعشرين من محرم ١٤٤٦ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
في كل مجتمع هنالك عقائد تتشكل لدى هذا المجتمع وهي عبارة عن افكار مثبتة في الوعي الجماعي لهذا المجتمع ؛ ويمكن وصفها بانها عقيدة المجتمع التي تبناها واعتبرها من المسلمات لديه ويقوم بالحفاظ عليها من اية مؤثرات خارجية .
وهذه العقائد تشمل التصورات الفكرية للاشياء والافكار الدينية المستقرة في عقول افراده ؛ بحيث يمكن اعتبارها مجموع مايؤمن به هذا المجتمع من عقائد ؛ وهي غالبا تكون معتقدات بسيطة ذات رؤى ضعيفة للعالم المحيط ؛ وهي نتاج سنوات من التكون داخله وناتجه عن اجمالي مايضخه الافراد في العقل الجماعي للمجتمع.
والحقيقة انه لا يمكن التحكم بمعتقدات المجتمع فهي ذات حياة اولية تستمر مابقي هذا المجتمع وطرق تجمعها في عقول الافراد يمكن تلخيصها بانها ماهو مما يؤمن به الفرد البسيط في هذا المجتمع ؛ ولكن يمكن ادارتها بشكل يجعل تصحيح الخاطىء منها امرا في متناول اليدين .
مثلا يؤمن المجتمع بان ماء البئر غير صالح للشرب ولابد من تحليته وتطهيره وهو امر غير صحيح فان ماء البئر عند الشرب هو ماء صالح للشرب مائة بالمائة ؛ ومثال اخر حيث يؤمن المجتمع بان الزانية هي المتسببة بعملية الزنا وان الرجل الزاني لا يتحمل اية مسؤولية هنا ؛ بينما في الحقيقة ان المسؤولية مشتركة في فعل الزنا هنا .
وعليه فاننا نلاحظ ان افكار المجتمعات هي غالبا ناتجة عن ضخ افكار خاطئة من افراد جاهلين لكنها انتشرت في المجتمع وانضمت لمعتقداته ؛ ويمكن تصحيح المعتقدات الغير صحيحة للمجتمع - بعد سبرها وتحديدها بالاستقراء المباشر - ومحاولة تنقية المعتقدات لدى هذا المجتمع او ذاك وتصفيتها وتحسينها ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.
