نظرات في تاريخ الاسلام ( ٦ ) .. صلح الحسن بن علي عليه السلام مع معاوية بن ابي سفيان



 

 

 



نظرات في تاريخ الاسلام ( ٦ ) .. صلح الحسن بن علي عليه السلام مع معاوية بن ابي سفيان

 

 

الخميس السادس والعشرين من محرم ١٤٤٦ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y



بعد صفين وبعدما هدات جبهات القتال بين الامام علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام ومعاوية بن ابي سفيان رضوان الله تعالى عليه ؛ استشهد امير المؤمنين لتسعة عشر ليلة خلت من رمضان سنة اربعين بيد الشقي عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى وبايع الناس من بعده ابنه سبط الرسول الامام الحسن بن علي عليه الصلاة والسلام .

ثم ان الحسن اخذ يجهز الجيوش لقتال معاوية بن ابي سفيان رضوان الله تعالى عليه ؛ الا انه وجد من الناس - وخصوصا اهل العراق - تثاقلا للنهوض لحرب معاوية فخيرهم بين قتال معاوية او مصالحته وحقن دماء المسلمين فاختار الناس الصلح .

وبالفعل كاتب الحسن بن علي معاوية بن ابي سفيان وعرض عليه تسليمه امور المسلمين على الكف عن القتال وقبل معاوية ذلك فصالحه الحسن بن علي عليه الصلاة والسلام ؛ فعقد الصلح في شهر ربيع الأول من سنة 41 هـ وهناك من حدّده بربيع الثاني من نفس السنة وذهب فريق ثالث إلى القول بأنّه وقع في جمادى الأولى.



بنود الصلح:

كانت نصوص الصلح هي:

1) تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبسيرة الخلفاء الصالحين.

2) أن يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد.

3) أن يترك سبّ أمير المؤمنين والقنوت عليه بالصلاة، وأن لا يذكر علياً إلاّ بخير.

4) إستثناء ما في بيت مال الكوفة، وهو خمسة آلاف ألف، فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل إلى الحسين ألفي ألف درهم، وأن يفضّل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل، وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجر.

5) على أنّ الناس آمنون حيث كانوا من ارض الله، في شامهم، وعراقهم، وحجازهم، ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والاحمر، وأن يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم، وأن لا يتبع احداً بما مضى، ولا يأخذ أهل العراق بإحنّة، وعلى أمان أصحاب علي حيث كانوا، وأن لا ينال احداً من شيعة علي بمكروه، وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وأن لا يتعقب عليهم شيئاً ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حقّ حقه، وعلى ما اصاب أصحاب علي حيث كانوا.

وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله غائلة، سراً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق.

هذه هي المواد الخمس التي تمّ الاتفاق عليها بين الطرفين، ولا أقلّ من أنّها تمثّل لنا طبيعة الشروط التي أملاها الحسن على معاوية.( ١ ).

وبذلك انتهت الحرب التي استعرت بين الناس بعد شهادة الخليفة عثمان بن عفان رضوان الله تعالى عليه ؛ وكف الناس عن القتال وسمي ذلك العام بعام الجماعة لاجتماع الناس فيه بعد الفرقة ؛ وان كان معاوية لم يلتزم بكل بنود الصلح الا انه حقن دماء اهل البيت ولم ينلهم بسوء طوال مدة حكمه .



____________________________

( ١ )

صلح الإمام الحسن (عليه السلام) بنود اللاعنف والسلام

(حيدر الجراح)

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



hit counter