الثلاثاء السادس والعشرين من ذو الحجة ١٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
كانت الثورة السورية حدثا عظيما في بداياتها وسعت لاسقاط النظام الجائر في سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم سوريا لخمسين عاما بالحديد والنار ؛ الا انها لم تحقق اهدافها وتسببت بتشريد قرابة ١٠ ملايين سوري - لاجئين في الداخل والخارج - ودمار كبير في المدن السورية الثائرة .
لقد خذل محور المقاومة الثورة السورية المحقة ووقف بجانب النظام السوري وتبددت احلام السوريين بغد مشرق وواقع افضل ونظام سياسي صالح وعادل ومنصف ومتطور ؛ وتدخلت قوى الارهاب في الثورة واختطفتها من بين ايدي السورية وحولتها من ثورة سلمية - في بدايتها - ومسلحة ثائرة الى ثورة ارهابية فتغلغل الفكر التكفيري في قواعد الثورة الشعبية ؛ وادى ذلك الى فشل هذه الثورة الجريحة ؛ وكذلك ادى التدخل الروسي والايراني لاخضاع معظم مدن الثورة لسطوة النظام البعثي الظالم.
والان لايوجد من هذه الثورة الا بقايا في الشمال في اقليم ادلب وعودة النظام البعثي لحكم مجمل سوريا مسجلا انتصاره على هذه الثورة ؛ والحقيقة ان هذا الملف يعتبر من فصول الامة الاسلامية المؤلمة حيث قتل مايقارب النصف مليون سوري في هذه الثورة وعم الخراب والدمار ارجاء البلاد ونجحت اسرائيل في الانتقام من الشعب السوري الذي صمد في رفضه توقيع اتفاق سلام معها لنيف وستين عاما ولكن بواسطة ابناء الامة الاسلامية للاسف.
ان الاوان لطي صفحة الثورة واجراء مصالحة وطنية سورية شاملة وتناسي الجراح والبدء باعادة اللاجئين الى مدنهم وقراهم وبلداتهم والبدء باعادة اعمار المدن السورية المدمرة وقد دعوت لهذا قبل سنة تقريبا ودعوت لطي صفحة الماضي والاعتراف بنظام بشار الاسد كحاكم لمجمل سوريا كامر واقع لامفر منه.
واقترح ان تسهم الدول العربية والاسلامية في برنامج الاعمار بانشاء صندوق لذلك ودعمه ماليا للبدء بعمليات اعادة الاعمار وتعويض المتضررين من الحرب واعانة الفقراء والمعوزين واللاجئين للتغلب على الظروف الصعبة التي تمر سوريا ويمر بها الشعب السوري الكريم ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.
