الثلاثاء السادس والعشرين من ذو الحجة ١٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
حينما تعرف هذا الرب العظيم فانك لن تجد نفسك اكثر من عبد ؛ وانك مهما عبدته فلن توفيه ولو جزءا يسيره من افضاله عليك ؛ فهو الذي اوجدك في هذا العالم واخرجك من العدم واصبحت بنعمته كائنا ذا حياة كريمة .
الله جل وعلا هو سر الاسرار وعظمته تكمن في انه ملك لايظلم البتة فهو عادل ولا يمكن ان يصدر منه الخطا او الزلل او الجور او البغي او العدوان ؛ رب رحيم بعباده يمنحهم الفرص تلو الفرص علهم يرجعون الى رشدهم ويقرون له بالمجد ويعبدونه.
الرب جل وعلا عال فوق مخلوقاته صنع - وصنعه لا يتوقف عند هذا فهو مستمر في الخلق والايجاد - هذا الكون الكبير ؛ وبث فيه من كل شيء وجعله ممكنا للعيش لينعم به الانسان - مخلوقه الاسمى - ويكون خليفته على هذه الارض الصغيرة .
الله جل وعلا مهما كتبت عنه ومهما قلت فيه ومهما تحدثت عنه ومهما دونت في حقه فهو يبقى الرب الاعظم الذي لايدركه احد على وجه اليقين والقطع ؛ فهو غائب وهو غيب الغيب ؛ لا يظهر للكفرة والمشركين والوثنيين ؛ بل يتجلى للمؤمنين به الموحدين العابدين له والغائرين في ملكوته الذين يعرفون حقا من هو الله تعالى.
الله في يوم القيامه يظهر جبروته الاشد ويبدو ملكه الاكبر ويتبين لكل ذي مسحة من عقل من هو الله جل وعلا حينما يتصدى للفصل بين العباد - بواسطة ملائكته - ويدخل اهل الجنة الغير مستحقين لذلك الا برحمته ومنه وكرمه وفضله الى جنتهم واهل النار بعدله وانصافه وميزانه وحسابه الى نارهم.
فنعم الله من معبود يعبد ونعم من اله يمجد ونعم من ملك يحكم ونعم من سلطان يبرم ونعم من خلاق يبدع ونعم من عظيم يمجد ونعم من كبير يخشى ونعم من جبار يتفرد ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.