هنالك ابعاد شخصية للعقائد الدينية بحيث ان الفرد قد يعتقد بعقيدة دينية معينة واعتقاده ليس قائم على يقين وانما هو مجرد رد فعل على مشكلة نفسية يعاني منها ؛ ومن ذلك التصورات العرقية والمذاهب الفكرية والنظرات الطائفية تؤدي الى تكوين عقائد يؤمن بها هذا الفرد او ذاك ويقوم بعد الايمان بها بالبحث عن مسوغات - ادلة دينية اونصوص مقدسة - لتدعم عقائده هذه .
فعلى سبيل المثال ينتشر في العقائد تحميل المشاكل االشخصية لشخصيات دينية معينة بانها سبب المشكلة التي يعاني منها الفرد هذا بعينه ؛ فمن يعاني من ازمة اسرية يحمل زوجة النبي ام المؤمنين عائشة بنت الصديق مسؤولية مشكلته الاسرية هذه ويبني على هذا اعتفادا فيها ويبحث عن ادله دينية تدعم عقيدته المصنوعة الباطلة هذه كالروايات الموضوعة والمختلقة والمكذوبة .
وايضا من يعاني من مشكلة سياسية - كان يكون زعيم سياسي بارز - فانه يحمل علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام مسؤولية مشكلته السياسية ويجعل من ذلك اعتفادا لديه ويبحث في سيرته العطرة عما يدعم عقيدته المزيفة الباطلة هذه ؛ ومثلا - كذلك - من يعاني من مشكلة مع والده او والدته فانه يحمل اهل البيت عليهم الصلاة والسلام مسؤولية مشاكله مع والديه ويكون اعتقادا في هذا وبالتالي - ايضا - يبحث عما يدعم عقيدته كالقول بالخلافات بين الحسنيين والحسينين من اهل البيت وهلمجرا .
والكثير من عقائد العوام وبعض طلبة العلم والعلماء هي من هذا الصنف اي ان اصولها هي مشاكل شخصية يعاني منها هذا الفرد وليست عقائد مبنية على الادلة الثابتة الصحيحة او البراهين العقلية المقطوع بصحتها وصوابها ؛ وانك تجد الناس في هذا طرقا شتى ومذاهب كبرى فكل يبني عقائد من واقع مشاكله الشخصية وما يعانيه في حياته الشخصية وما يمر به من محن واحن ؛ والعديد منهم ينتعي به الامر الى الضلال والفسق والكفر!والزندقة والالحاد لان عقائده ليست نابعه من يقين ثابت ومصدر راسخ بل هي مجرد انفعلات نفسية وتخبطات معرفية لاغير .
فعلينا فهم هذا وان لا نحاول تصحيح عقائد الناس المنحرفة بالمحاورات العلمية لانها هذا مضيعة للوقت والجهد ولا سبيل الى تغيير عقيدة فاسدة لدى هذا او ذاك وهو قد بناها بنفسه ومن محض تصوراته ومن خالص اوهامه ووحي شيطانه بل تركهم على ماهم عليه والله جل وعلا الهادي لسواء لسولء السبيل ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.