الاثنين الحادي عشر من ذو الحجة ١٤٤٥ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
بداية تعتبر النصوص الدينية المقدسة الثابة الصحيحة هي نصوص صادرة عن ذوات عارفة بكلام الجنس الذي تخاطبه كالكلام العربي او العبراني او الارامي او السرياني او اي كلام نزلت به كتب ونصوص مقدسة ؛ وهذه الذوات تعلم تماما ماذا تقول وكيف تقول واين تقول ومتى تقول فهي - لكمالها - مدركة بشكل قطعي للمعاني المبتغاة من الخطاب بالنص المقدس.
فمثلا القران الكريم نزل بلغة العرب ووفق اساليبهم في البيان والتعبير وهو كلام عربي ذو داالات مقصودة ومعاني مرادة وبمباني منحوتة بدقة واحرف واصوات ملفوظة بشكل متكامل ؛ فلا يمكن الخطا فيها ولا الغلط داخلها ولايسوغ الوهم منها ولا يعتبر الزيغ اليها ؛ فهي الفاظ ذات معاني وليست اوعية فارغة او البسة عارية او جلابيبا مرقعة.
ولكي نفهم النص المقدس فهما صحيحا فاننا نؤوله الى المعنى المراد منه بحسب فهمنا للغة والاسلوب والبيان محاولين الوصول الى المراد من اللفظ ؛ واما مايتبادر في الذهن لاول مرة عند قراءة النص المقدس فانه يعتبر فهما خاصا بالقارىء ولا اعتبار له ولا قيمة لصدوره ولا تبعية لحمله على اللفظ محل التاويل .
والتاويل صنعة كلامة تحتاج لمن يتصدر لها ان يكون ذا عقيدة صحيحة في ذات صاحب النص فانه ان فسدت عقيدته فسد تصوره للمعاني من الفاظه وهلك في تاويله ؛ وكذلك عليه طلب المعنى المراد من اللفظ ولا ان يحمل اللفظ على معنى غير مقصود من صاحب النص المقدس بحيث يزيغ في تاويله ويشط في تنزيله .
وعليه فان العقيدة الصحيحة والالمام باساليب اللغة البيانية - اي لغة النص - هما اهم ركنين للوصول الى التاويل الصحيح للنص المقدس ؛ ومن ضعفت لغته وزاغت عقيدته فانه يقع في مطبات التاويلات الفاسدة الغير مقصودة من صاحب النص الاصلي والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.