حول قضية سخرية الفنانة " شادن فقيه " ؛ من الاسلام والرسول عليه الصلاة زالسلام

 

 

الجمعة الثاني من ذو القعدة ٢٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y



الفن الساخر هو نوع من الفنون يقوم على التقاط المشاهد المعبرة عن حالة ساخرة ما بحيث يمكن ان يستخرج من هذا الالتقاط بعض الفوائد والعبر كالاصلاح او التغيير او الثورة او ماسوى ذلك من الافكار والاراء وهو فن له جمهوره وله مبدعوه الذين لا يقومون به الا لكونه اداة ناجعة امام الانحرافات الدينية والمغالطات الاجتماعية ؛ وهو ايضا مضحك ومبهج للمتلقي ويضيف بعض السرور على نفس هذا المتلقي.

والحقيقة ان الضحك والاضحاك في حياة رسول الله تعالى عليه الصلاة وابسلام من الامور المشهورة عنه وكان يمازح بعض الصحابة حتى انه امسك باحد الصحابة ونادى في الناس " من يشتري هذا العبد ( ١ ) ؟" ؛ وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يضحك حتى تبدو نواجذه اي اضراسه الشريفه ؛ الا ان كل ذلك كان محكوما باداب جميلة بحيث لايخرج فيه الضاحك والمضحك عن وقاره وسمته وادبه .

وقد سمعت عن فنانة ساخرة لبنانية " كوميدية كما تسمى وان كان اللفظ هذا يحمل شحنات سلبية من حيث الصورة النمطية عن الفن الكوميدي بانه فن النكتة واضحاك الجمهور باية وسيلة وكيفما كانت الطريقة امبتذلة كانت ام رفيعة - وهي الفنانة شادن فقيه وشاهدت لقاء لها في احدى القنوات وهي فنانة ناشئة - لا تزال صغيرة - واتنبا لها بمستقبل كبير في قادم العمر.

اقول هذه الفنانة الساخرة - كما صرحت في ذلك اللقاء - بانها لا تمانع من انتقاد - بقالب ساخر طبعا - الشخصيات الدينية وان هذه الشخصية مادامت تصدت للشأن العام فانه من حق الجميع تناولها وتناول ماتطرحه والسخرية ليست بدعا من ذلك ؛ واتفق معها تماما فيما ذهبت اليه.

لكن المشكلة انها تعرض الان مسرحية في بيروت ويفال - والعهدة على الراوي - انها تتناول الدين الاسلامي كدين والرسول عليه الصلاة والسلام كرسول بقوالب ساخرة كوميدية ( أ )؛ وان صح ذلك فاننا لا نساند السيدة الفنانة شادن - حفظها الله تعالى - في ذلك لانه لايمكن تفسير فعلها الا بكونه استهزاءا من عوام المسلمين وهو منزلق خطر سقطت فيه هذه الفنانة المبتدئة للاسف.

لكننا نقول احد الصحابة سخر بطريقة كوميدية من النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ( ٢ ) قال فيه الصحابي عن دعاء النبي انه دندنة وقالها ساخرا " لا احسن دندنتك " الا انها سخرية طيبة النية بريئة المقصد ولم ينكر عليه رسول الله ولم يعنفه ولم يتهمه بانه كفر واستهزىء به وانه من المنافقين.

نقول في الختام ان السخرية جميلة اذا كانت ذات مغزى ونبيلة المقصد وطيبة النية وحسنة الاسلوب فلا مشاحة فيها ولا تغضب الا ذوي النقص والشاعرين بعلوهم على غيرهم والمغرورين بذواتهم ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

_____________________________________

( أ )

شاهدت المقطع محل النزاع وارى انه سخرية جميلة من الفنانية من زحمة الناس يوم الجمعة ومن طريقة بعض الخطباء في خطابتهم ولا ارى فيه اية اساءة لا للاسلام ولا للرسول وانما هو التقاطات من هذه الفنانة المبدعة لبعض مظاهر يوم الجمعة المضحكة لاغير .

( ١ ) أنَّ رجلًا مِن أهلِ الباديةِ كان اسمُه زاهِرًا وكان يُهدي إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الهَديَّةَ فيُجَهِّزُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أن يخرُجَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ زاهرًا بادِيَتُنا ونحن حاضِروه وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّه وكان دَميمًا فأتى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا وهو يبيعُ متاعَه فاحتَضَنه مِن خَلفِه وهو لا يُبْصِرُه فقال أرْسِلْني مَن هذا؟ فالتفَت فعرَف النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَل لا يَأْلو ما ألصَقَ ظَهرَه بصَدرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ عرَفه وجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ مَن يشتري العبدَ فقال يا رسولَ اللهِ إذن تجِدَني كاسِدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسِدٍ أو قال عندَ اللهِ أنت غالٍ

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 9/371 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح



( ٢ )

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: "ما تقول في الصلاة؟" قال: أتشهد، ثم أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، أَمَا والله ما أُحسن دَنْدَنَتَكَ ولا دَنْدَنَةَ معاذ. فقال: "حولها نُدَنْدِنُ".  

[صحيح] - [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



free website hit counter