بين الامام الحسن المجتبى ومعاوية بن ابي سفيان

 

 

الاربعاء السابع عشر من رمضان ١٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y







كلنا يعلم قصة الصلح الذي وقع بين الامام الحسن المجتبى خليفة المسلمين انذاك عليه الصلاة والسلام ومعاوية بن ابي سفيان رضوان الله تعالى عليه؛ وكيف انه انقذ الامة من حرب اكلت الاخضر واليابس وحقن دماء اهل القبلة وتنازل عن الملك لمعاوية وبايعة بامرة الناس كخليفة وانهى بذلك سلسلة سفك الدماء التي امتدت من بعد مقتل عثمان بن عفان رضوان الله تعالى عليه.

والحقيقة ان معاوية بن ابي سفيان ابتز الحسن المجتبى في امره ونافسه الخلافة وليس من اهلها فهو طليق ابن طليق ؛ لكنه طمحت نفسه بها فبذل في ذلك كل سبيل ونالها وسار بها - سيرا حسنا - حتى وفاته وكان يعدل في القسمة الا من بعض اعداءه من اولياء علي بن ابي طالب فكان يحرمهم العطاء وقد قتل بعضهم ومنهم حجر بن عدي رضوان الله تعالى عليه لما كان من الخلاف بينه وبين امير المؤمنين علي بن ابي طالب.

وحكم معاوية بن ابي سفيان كان راشدا في مجمله وقد اقام الشريعة وحد الحدود وفرق الصدقة ووزع الزكاة وارسل الجند للفتوحات ففتحت قبرص في عهده واطراف افريقيا والسند وكان حكيما لا يظلم الرعية ويعمل بهم بكتاب الله تعالى ؛ ولا يلتفت الى طعونات بعض الفرق فيه لانها غير علمية ومغرضة وليست ذات نوايا سليمة

فمعاوية بن ابي سفيان صحابي جليل صحب رسول الله ثلاث سنين وكان يكتب له الوحي وقد بشره رسول الله بانه سيلي امر هذه الامة وقال له " فاذا وليت فاعدل " ؛ وهو الذي اعان اخاه يزيد بن ابي سفيان في فتح دمشق والشامات .

ولما بايعه الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام اخذ اهل بيته ورحل عن الكوفة - مقر خلافته - وعاد الى المدينة المنورة وسكنها بقية حياته ؛ وكان ياخذ عطاء معاوية - الذي هو من شروط الصلح - ومكث فيها لاشان له بامور الناس العامة معتزلا شؤونهم حتى وافته المنية في سنة ٥١ مسموما - قيل ان زوجته سمته زوجته جعدة بنت الاشعث ابنة الاشعث بن قيس - وبذلك انتقلت الامامة منه الى خليفته الامام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام .

ومما يروى في احوال الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام انه كان اذا قام للصلاة اصفر لونه ؛ لما يرى من عظمة الله جل وعلا في نفسه الشريفة ؛ وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان يقبل فمه الشريف لموضع السم منه فرحمة الله تعالى عليه وزاده في الدرجات رفعة في الدنيا والاخرة ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



website counter