بداية لن نتحدث في هذه السلسلة عن السيرة النبوية ؛ فهذا امر تقعد دونه الهمم وتقصر عنه المطالب ؛ ولكننا سنتحدث عن احداث الاسلام الكبرى - وليس الاحداث الجانبية او غير المؤثرة بل الوقائع العظيمة التي المت بالامة واحدثت ما احدثت من انشقاقات وتلبيسات وطلاسم لابد من فك شفراتها لاظهار الحق فيها وتمحيصها لنيل الصحيح منها وتحليلها لاعتبار مما جرى فيها .
والحقيقة ان التاريخ الاسلامي هو امر قد دونته المحابر باحسن مايكون التدوين فحفظت الاحداث التاريخية بروايات صحيحة السند غالبا - الا من الموضوع والمكذوب والمختلق - واننا لا نجد امة قد دون تاريخها بنحو افضل مما دون به تاريخ الاسلام ؛ فاننا نجد المئات بل الالاف من المسانيد التي دونت الاحداث التاريخية بمنتهى الانصاف والدقة والتقوى والورع .
وسيعتمد طرحنا في هذه السلسلة على النظر في الحدث التاريخي من حيث صحته - رواية متنا وسندا - وتمحيصه كحالة تاريخية وتحليلة كواقعة مؤثرة ؛ وسنعتمد على امور في بحثنا هنا اولها الحقيقة التاريخية وثانيها الشخصية التاريخية وثالثها الحكم التاريخي ورابعها النتيجة التاريخية وخامسها الخلاصة التاريخية .
وسيكون البحث علميا اكثر منه سرديا للاحداث والوقائع بحيث نتعرف الى اثار علم التاريخ على العقيدة والفقه وعلم الشريعة والقران الكريم والايمان والاسلام وكيف شكلت هذه الاحداث التاريخية وعي وذاكرة الامة لاجيال طويلة ومالذي يجعلها لا تزال محورية في قرائتنا لشؤون الدين وعملنا بالملة السمحاء الابراهيمية .
وعليه فاننا سنبدا من لحظة وفاة رسول الله الى يومنا الحاضر مستعرضين تاريخ الاسلام السياسي والعقائدي والمذهبي والفقهي والعلمي بحيث نخرج بثمرات ليس اقلها معرفة افضل لتاريخنا الاسلامي ونصل لنتائج سليمة نافعة وذات مغازي خيرة.
