الدعوة الى الله بين النجومية والشهرة والعلم والفقه

 

 

الجمعة .. الحادي والعشرين من رجب ١٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y





في العقود الاخيرة ابتليت الامة بأناس يزعمون انهم دعاة الى الله تعالى - وسوق الدعوة الى الله تعالى سوق رائج في زماننا وخصوصا بين الطائفة الوهابية - ويقولون من كلام الله تعالى ومن كلام رسوله ويعظون الناس في كل محفل وكل موضع وكل ساعة وكل حين وكل لحظة حتى.

وهم قوم لايتعدى كلامهم ان يكون بين الدعوة لتوحيد الله تعالى ونبذ الشرك وصروف العبادة لغير الله جل وعلا او بين الدعوة للاخلاق - كبر الوالدين والاحسان للزوجة والابناء والجار وتعظيم اهل العلم والورع والتقوى والتمسك بالسنة النبوية - وماشابه ذلك من امور الاسلام المعروفة وشرائعه المشهورة .

وممزوج كل هذا بالقصص الطريفة - كدعابة يستمرؤونها ويتقصدونها في اسفاف في الطرح ونزول بالحديث وهبوط بالخطابة - وهم في هذا لايختلفون عن اي نجم تلفزيون مشهور يخاطب المشاهدين بمايسرهم ويحدثهم عما يبهجهم ويرغبهم بما ينفعهم ويقربهم لما يعينهم ؛

وكل هذا في اسلوب منحط لايختلف مستوى انحطاطه عن انحطاط اهل الفن الساقط - وليس الفن الهادف طبعا - فيكونون صورة اخرى للعلم المنحرف الذي يحملونه والفقه الباطل الذي يحفظونه والعقيدة الفاسدة التي يعرفونها .

فهؤلاء القوم يحصلون على التمجيد من الجمهور والشهرة بين العوام والطلب من اهل المجالس والرغبة من المراهقين والسعي اليهم من اصحاب السير الفاسقة ؛ ويرون في هذا نتيجة طبيعية يستحقونها وامرا منصفا يتلقونه وشيئا عادلا يبذلون في سبيله الغالي والنفيس .

وهم ايضا لايكتفون بذلك بل انهم يعدون انفسهم من رؤوس المجتمع ومن اصحاب الجاه بين الناس وذوي الرياسة بين المسلمين واهل السلطنة بين الشعب ؛ وفوق هذا فانهم يتصدون لكل ملمة فيفتون فيها ويتصدرون لكل نازلة فيفصلون فيها وفي كل واقعة فيحكمون فيها ؛ من غير علم ولا فقه ولا ورع ولا ادنى مسحة من تقوى.

والله المستعان عليهم فكم من دم حرام سفك برايهم وكم عرض مصون انتهك بقولهم وكم مال سلب بحديثهم وكم رجل ضل طريقه بسببهم وكم فتى ورد النار بفتاويهم . لابارك الله جل وعلا فيهم من اهل ضلالة ولا اثابهم على دعوتهم اليه ومنعهم ولا نصرهم يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم ؛ والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



free counters

Visit counter For Websites