حينما يكون الوطن ملكا لفئة من الشعب

 

 

الاثنين .. الحادي عشر من ربيع الاول ١٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y





هنالك مشكلة تعاني منها دولنا العربية والاسلامية وهي تكاد تكون سمة عامة - تزيد او تنقص هن وهناك - الا وهي امتلاك فئة واحدة لمقدرات الوطن دون بقية فئات الشعب . ويظهر ذلك بشكل واضح في النظم الملكية حيث يكون الملك ومن يوالونه هم الممسكين بزمام الحكم والمتنعمين بخيراته وبقية الشعب يكون على الهامش يبحث عن لقمة هنا او هناك ويريد عدلا في هذه القضية او تلك .

اما في النظم الجمهورية في عالمنا العربي والاسلامي فان هذه الظاهرة تكون اكثر وضوحا حيث يكون - في النظم القائمة على التعددية السياسة ووجود الاحزاب - اقول يكون النصيب الاعظم للحزب الحاكم من كعكة الدولة والحظ الاوفر من تاج الملك . واما في النظم الاسلامية فان الفئة الممسكة لزمام الامور تكون هي - ومن يدور في فلكها - لها الحصة الاكبر من مقدرات الوطن .

ولمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة - والفاسدة سياسيا - علينا دعوة الدول العربية والاسلام الى اصلاح نظمها السياسية وبحيث يصبح الشعب كله - بكل فئاته وطوائفه - متنعما بمقدرات الدولة ومستفيدا من خيرات الوطن . ولكن يحدث ذلك الا اذا شاعت المساواة بين الرعية وكان هم السلطان خدمة الشعب جميعه دون تمييز او تفرقة .

ولعله من المناسب ان نقول هنا ، ان امتلاك فئة وحيدة للوطن وتحويله الى جزء من املاكها الشخصية يحوله الى وطن فاسد لا حياة سعيدة ولا نماء يكون منه ولاخير يرتجى للشعب من بقاءه مما يعزز الاصوات الداعية الى تغيير النظام السياسي - على مافي ذلك من المحاذير - وهو الامر الذي سيؤدي الى تدمير الوطن بشكل كامل ان حدث هذا التغيير لاسمح الله جل وعلا. . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي
الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



free hit counter