مخاطبة الحشود الغفيرة ، والجماهير الكثيرة

 

 

الجمعة .. العاشر من محرم ١٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y





تخيل ان تكتب شيئا على جدار ، بالطبع لن يكون اكثر من عبارة " ذكريات فلان والتاريخ " ، اي مجرد ملاحظة فارغة المضمون ولا تحمل اي قيمة ولا يهتم بها احد سوى كاتبها.

لكن تخيل ان تكتب شيئا لصحيفة يومية واسعة الانتشار توزع اعدادها بالملايين من النسخ ، حتما سيكون كلامك مختلفا ومحتوى ماتكتبه ستنتقيه بحرص ورعاية لانك هنا لا تخاطب عابر سبيل في الشارع بل الملايين من القراء.

نعم عزيزي ان حجم الحشد المخاطب يجعلنا نفكر الف مرة قبل التفوه بكلماتنا او القاء خطبنا الرنانة ، فكمية المتواجدين في احد التجمعات الجماهيرية يجعلك تختار موضوع خطبتك بكل عناية ويؤدي بك الى اختيار عباراتك باتقان وينتهي بك وانت تتكلم في شيء تظنه مهما لهذه الحشود وان لم يكن مهما بالنسبة اليك .

كلما ازداد عدد الحشود ازدادت اهمية الكلام الذي ستقوله والموضوع الذي ستتناوله ، وحينما تظهر على شاشة احدى القنوات الشهيرة من ذوات المشاهدة العالية وفي اوقات ذروة المشاهدة ، فانك حينها ستتكلم بكل لباقة وتعتني بشكل خاص بانتقاء مفرداتك وستحاول - في محاولة لكسب رضى الجماهير - مخاطبة رغبات هؤلاء المشاهدين ، ولربما اسديت اليهم بعض النصائح التي تظنها نافعة لهم .

كلما كبرت الحشود المتابعة لكلامك ، كلما كبرت مسؤوليتك الادبية تجاههم ، وعليه فانك مثلا - اذا كنت تتكلم في ملعب ممتلىء بتسعين الف من الجماهير - ان تحييهم بيديك كبادرة حسن نية ، او انك حينما تظهر على احدى الاذاعات الشهيرة فانك ستتكلم عن المواضيع التي ترى ان هؤلاء المستمعين بحاجة اليها وهكذا دواليك .

ان مخاطبة الجماهير فن ستحتاج اليه في كل مرة تظهر وسط حشد جماهيري ، ومن ذلك اللغة البسيطة الواضحة الادب والخلق مع الجمهور ، ايضا لا تنسى تدعيم خطابك بالعديد من المعلومات والاحصائيات والدراسات الحديثة ، اخير لا تهتف كثيرا اثناء الخطاب لان الحشود لا تحب الهتافات الا اذا كانت جماهيرا جاهلة امية هوحاء عمياء رعناء ، والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي
اولموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات واولمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



website hit counter