الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، تقييم لحركته الاصلاحية ( ١٩ )
الثلاثاء .. الثاني عشر من شوال ١٤٤٤ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه " كشف الشبهات "
فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ، وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،وعرفتَ أن التوحيدَ الذي جحدوه هو توحيدُ العبادةِ ، الذي يُسميه المشركون في زماننا [ الاعتقاد ]، وكانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً ، ثم منهم من يدعو الملائكة لأجلِ صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له ، أو يدعو رجلاً صالحاً مثل اللات أو نبياً مثل عيسى. وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ، ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله كما قال تعالى : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن: 18] وقال تعالى : لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ [الرعد : 14]، وتحققت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله ، والنذر كله لله ، والذبح كله لله ، والاستغاثة كلها بالله ، وجميع أنواع العبادة كلها لله، وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام وأن قصدهم الملائكةَ والأنبياء والأولياء ، يريدون شفاعتَهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحلّ دماءهم وأموالَهم .
عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت إليه الرسل ، وأبى عن الإقرارِ به المشركون.
انتهى كلامه .
هنا ينظر الشيخ محمد بن عبدالوهاب لنظريته في ان الامة مشركة وتعبد غير الله تعالى بزعمه ان الرسول عليه الصلاة والسلام قاتل المشركين على توحيد العبادة ، او ما يسميه اصحاب مذهبه بتوحيد الالوهية ، وان توحيد الربوبية كان موجودا عند المشركين في زمنه صلى الله تعالى عليه وسلم وانه لم ينفعهم .
ثم يصف المسلمين الذين يدعون الملائكة او الصالحين بانهم مشركين كما يقول " المشركين في زماننا " ، فيجعلهم مشركين بذلك اي بدعائهم غير الله تعالى وان الدعاء عبادة يجب ان لا تصرف الا لله جل وعلا ، وان ذلك هو الذي احل دمائهم واموالهم زمن رسول الله تعالى عليه الصلاة والسلام .
والحقيقة ان الشيخ يستند اولا لمبدا التقسيم الثلاثي للتوحيد الذي اخذه عن الشيخ ابن تيمية ، وبناءا على هذا التقسيم فانه يكفر من يدعو الملائكة او الاولياء والصالحين مع - اي هذا الداعي - انه يتوسل بهم الى الله ولا يقول بانه يعبدهم من دون الله تعالى كما يزعم الشيخ محمد بن عبدالوهاب .
وكلنا يعلم ان التوسل جائز في مذهب اهل السنة والجماعة ، بذوات الملائكة او الانبياء او الائمة او الاولياء او الصالحين ، وان الله جل وعلا يقول " وابتغوا اليه الوسيلة " وهو امر مشروع في الشريعة ولم يحرمه احد ويعده شركا من قبل الا ابن تيمية ومن سار على نهجه كهذا الشيخ وغيره .
وألتوسل في الشريعة اما ان يكون باسماء الله تعالى او شيء من صفاته او بالعمل الصالح ، او بدعاء لمن هم ذوي منزلة وجاء عند الله تعالى ، بذواتهم المشرفة ولا تثريب فيه على القول الصحيح المحقق .
والتوسل ورد في السنة في احاديث كثيرة ومنها حديث الاعمى ، وحديث توسل عمر بعم رسول الله ، وغيرها وقد ثبت عن الائمة الاثناعشر من اهل بيت رسول الله توسلهم برسول الله عليه الصلاة والسلام .