تطور الانحراف في الاعتقاد والفقه والشريعة في الاسلام

 

 

الجمعة .. الثامن عشر من شعبان ١٤٤٤ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y









بداية العلم الذي جاء به الاسلام هو صيرورة زمنية مكانية من حيث وقوعه ضمن حدود الوقت والموقع ، اي انه متصل بالزمان والمكان ولايمكن فصله عنهما ، وكل ماجاءت به الشريعة من فقه واعتقاد كان امره كذلك ، فكان كل اهل زمن ومكان ياتون الى الاعتقادات التي ورثوها عن سابقيهم والفقه الذي وصلهم عن المتقدمين عليهم والشريعة التي امنوا بها تقليدا لمن اتى قبلهم ، كانوا يزيدون فيها - اي هذه الثلاثة - فكانت الاعتقادات والفقه والشريعة خاضعة لاثر الزمن والمكان وصيرورة العلم كجسم حي قابل للنمو والتطور .

ولك ان تعلم انه عند وفاة رسول الله تعالى وما اعطى الامة من الاعتقاد والشريعة والفقه فانه وقع في خلافة ابي بكر تطور لها ثلاثتها ، فمثلا جمع القران ومنع تدوين السنة واحدثت الدواوين للجند والعطاء واحرق بالنار واقطاع المزارع والاراضي واذان الفجر قبيل الوقت وجعل الجد ابا في الميراث وقتل الاسرى والقود من احد ان اساء الادب للامام وعدم الاكراة على التولية للعمال وغيرها مما احدثه ابو بكر من اقوال واراء في الاعتقادات والفقه والشريعة . وقس على ذلك اي انه في كل زمن ومكان ياتي على التاس كان المسلمون يحدثون من الاقوال والاراء والافكار الجديدة في الاعتقادات والفقه والشريعة ، حقا كانت ام باطلا ، ويعمل بها الناس اما اتباعا للسلطان في دينه او العلماء في فتاواهم او الاكابر في اجتهاداتهم وغير ذلك من اوجه ومسوغات الاحداث في الدين .

واذا فهمت هذا فانك ستجد نموا طوليا للانحرافات في الاعتقادات والفقه والشريعة كلما امتد الزمان وكان المكان ، وهو امر علمي مفهوم فرضته الحالة الدينية التي تجعل الناس يحدثون في اديانهم ما يعجبهم ويجعلون فيها مايرغبونه ويضمون اليها ما يروق لهم ، وهو امر يمكن الوصول لمصدره الا وهو عدم الاخذ عن الثقات من اهل العلم وحملة الشريعة وترك طريق آل محمد عليهم الصلاة والسلام والتماس العلوم عند المنكرين المجهولين المنحرفين وطلب المعارف من السفهاء والاصاغر والحمقى ، وان الناس في ذلك يتبعون كل من يجدونه في طريقهم لاستسهالهم امور دينهم وتهوينهم معالم رسالتهم وتصغيرهم مناهل ايمانهم وتسفيههم مطالب يقينهم ، فهم هنا كاب بنى بيتا لاولاده وكان اولاده يزيدون في بيوتهم ماشاءوا دون اذن الوالد ورغم امره وسفها لشانه وتحاهلا لمنزلته .

فعند علمك بكل ماسبق عليك ان تدرك انه ليس كل ماهو عند المسلمين - وغيرهم من الاديان والشرائع - هو صحيح ورد عن الشارع المقدس - الله ورسوله واهل بيته او انبياءورسله ان كان دينا غير الاسلام - بل ان غالب مالدى الناس هو نتاج قرون من التطور للانحراف في الاعتقاد والفقه والشريعة ، وان جله اوهام واكثره ظنون وغالبه تخليط ولا يسلم منه - عقيدة وفقها واعتقادا - الا الاقل القليل ، والله المستعان والتوفيق بيده والهداية من لدنه والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي
الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



website counter