الاثنين .. السادس والعشرين من ذو الحجة .. ١٤٤٣ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
اذا كنت مسلما من بلد من بلدان المسلمين ، فانك لاريب ستظن ان صيغة الاسلام واحدة في جميع البلدان ماعدا الطوائف المختلفة مع طائفتك ، الا ان هذا غير صحيح البتة .
فان الاسلام قد وجدت منه صيغ مختلفة في البلدان المختلفة تبعا لانتشاره ووصوله الى تلك البلدان ، وقد حدث هذا في عصر الفتوحات الاولى والنهضة العلمية للامة في القرون الاولى ، ولا تستغرب ان رايت - ربما اثناء الحج او العمرة - تصرفات من بعض المسلمين تضاد ماتعودت عليه انت في اسلامك .
نعم الامة واحدة والاسلام واحد الا ان له مفاهيم مختلفة ومعتقدات متنوعة وخصائص متميزة تبعا للبلد الذي وجد فيه ، وقد حدث هذا بعد عصر الفتوحات الاولى حينما انتشر صحابة رسول الله تعالى في المعمورة ونقلوا الى الامم المسلمة حديثا ما اخذوه عن رسول الله تعالى من العلم ، فنشات اقوال كثيرة مختلفة تبعا للصحابة الذي استوطنوا في تلك البقاع .
وايضا فان النهضة العلمية الكبرى للامة في القرون الاولى قد اوجدت تيارات فكرية مختلفة في مختلف البلدان الاسلامية ، وعليه فقد نشات صيغ مختلفة للاسلام هناك ، ومرد هذا الى ظهور العلماء فيها واختلافهم في مشاربهم الفكرية وتنوعهم في ارائهم الفقهية ، فادى هذا الى ماترى من اختلاف للاسلام من بلد لاخر .
لهذا فلا تتعجب من غزارة الاختلافات في الاسلام وشدة التمايز بين بلدان الاسلام ، وعليك ان تعتبر هذا من تنوع الاسلام وهو امر صحي وليس شرا محضا ، والنظر اليه على انه مجموعة من تمايزات الاسلام التي مصدرها واحد ومنبعها متحد الا وهو القران الكريم والسنة المطهرة.