الاقتصاد الاسلامي والاقتصاد الربوي في العالم الاسلامي
الاحد .. الرابع عشر من شوال .. ١٤٤٣ للهجرة المشرفة
ماجد ساوي
y
لقد اتى الاسلام بنظام اقتصادي مخالف لما كان عليه اقتصاد العالم الجاهلي ، الذي كان يقوم على الربا والغزو والسلب والنهب والرعي والزراعة ، فابقى الرعي والزراعة والغى الربا والغزو والسلب والنهب .
لكن الناظر الى احوال العالم الاسلامي فانه يجد ان اقتصاد اهل الجاهلية منتشر فيه بشكل كبير ولا تقوم الدول الاسلامية بمحاربته والمنع منه مع قدرتها على ذلك ، فنجد ان معظم البنوك في العالم الاسلامي تعتمد على الربا كوسيلة ربح في تعاملها مع الناس ، وقد وصلت الامور بالناس الى انه لم يعد احد قادر على تسيير مصالحه الا بالقروض الربوية ، على مافيها من محاربة لله ورسوله .
فالتجار المرابون غلبوا على كثير من الانشطة الاقتصادية فهم يعطون القروض الربوية للناس فيتملك الناس بها بيوتهم ومركباتهم واشيائهم ، بل ان اقتصاد الربا الجاهلي قد وصل الى مراحل متقدمة حتى ان معظم الموظفين والعمال يقترضون القروض الربوية على مافيها من الاثام والذنوب الجمة .
وكلنا يعلم بحرمة الربا الجاهلي وقد لعن رسول الله فيه انفارا منهم كاتبه وشاهديه واكله وموكله ، الا ان الحكومات الاسلامية تقف عاجزة امام هذا التغول الربوي الجاهلي في حياة الناس وشؤونهم ، وتوقف الاقتصاد الاسلامي الذي اتت به الشريعة المطهرة .
لذا فانه من الواجب على حكومات العالم الاسلامي ايقاف او تخفيف - على الاقل - اثار الاقتصاد الربوي لمافيه من الاضرار باحوال الناس المعيشية والمنع منه ان امكن ذلك والله المستعان ، والحمدالله رب العالمين .