أحاول كثيرا ً - تقريبا ً دائما ُ - طرد هذه الذرات الغبارية -
الصغيرة - التي لا تكل ولا تمل من تكرار حيلتها المحفوظة البائسة الوحيدة , الا وهي
ادخال الافعال - بنهم شديد وجشع فظيع - الى جملها الاعتراضية علها تصبع الفاظا ُ
ذات أثر في البناء اللغوي للنصوص .
وبعد تمرس - لفترات طويلة - مع هذه المعاناة , اصبح رد الفعل - اللا إرادي - عندي
عند تطاير هذه الذرات - الطريفة - هو تحريك - وانا في كامل قواي العقلية - اصبعي
السبابة ناحية مناخر الانف والبدء بعملية - ممتعة ومفيدة وعمل جبار لا تتناهى عظمته
- وهي تنظيف هذه الجيوب من بقايا النخامة و الظهور بها مظاهر مشرفة وشارحة للنفس.
أنا رجل - بكل وضوح - لا امتلك اي صوت ولست مواطنا ولا أنتمي اصلا للعالم الذي قدمت
منه هذه الاشياء - اعني عالم الجبت والطاغوت - وهذه حقيقة علمية مثبتة في ساحات
المعامل , والذين يخرجون من هكذا عوالم - والعطور الثمينة تفوح من اباطهم , يحاولون
- دوما ً وأبدا ً - عرض نظريتهم البائسة وهي ان ذلك الرقم الذي ينتهي به الرصيد هو
الرقم الكبير وان تلك المتسولة لم تصل بعد الى ذلك العدد العظيم , انني اضحك في كل
مرة ارى فيها الة حاسبة واشعر بالاسى لها , حيث انها تتلقى نقرهم فيها - نقرة تلو
نقرة - اكثر من نقر الشيطان اذن مؤمن وهو خاشع في صلاته . سيد الشهداء هو هنا الرقم
صفر الذي يتدفق منهم بكثافة - كدفق النيل يوميا ً في امواج البحر المتوسط ,
والمفلس - في سوقهم - هو العدد واحد وهم - في وقاحة - يستعملونه ويحشرونه في
استغلالية كارثية فاضحة في اعدادهم الكبرى . وهم كذلك - في امر ليس البتة بمستغرب -
يقولون عن هرائهم الذي يغمر الطرقات ان مصدره هو أنا !!!
في ختام حديثي - المتاسف - عن هذه الافات والمنكرات , اقول ان التعايش المشترك لا
يمكن الاعتبار به حيث يتكاثرون , و عقود المواطنة غير ذات شيء هنا . وان الشعار
الامثل في مثل هكذا حالات وأثناء هو " لا للغبار " , وان الهم الذي يجب ان يكون
الشاغل للجميع هو ان لا يتحول الغبار - في تطور منه - الى طين ليس لانه مادة مضرة -
وهو اصل اجسامنا - بل لانه معطل رئيس للاقدام ومخرب واضح للسير وانت تتوجه للبقال
لشراء رغيف اليوم !!