لا أحد يشك أن لحية عبدالرحمن بن ملجم كانت طويلة جدا ً , نعم
كانت متدلية كقفا زانية الى منتصف بطنه . ولا أحد - أيضا ً - يشك أنه كان ذا هدف
سامي وغاية نبيلة , الا وهي تخليص الامة من الدماء التي كانت تخوض بها بعد صفين
والجمل والنهروان . نعم لقد كان عبد الرحمن بن ملجم - لعنه الله لعنا كثيرا ً - كان
هو ورفاقه يحملون هم الاسلام ويشغلهم الرقي باهله والنعيم الذي كانوا يريدونه لهم
!!.
اجتمع اولئك النفر -لعنهم الله - في مركز الامة الاكبر ومقرها الاعظم - الا وهو مكة
, وعقدو مجلس التأسيس لناديهم الخالد الذي سيكون خلاص الايمان واهله من هذه المعارك
التي اهلكت الكثير من الانفس , فكان اول شيء فكرو فيه - لطرافة الامر هنا لعلي
اقهقه قليلا ً - الا وهو القتل , فهم ارادو هنا بالقتل ايقاف القتل !! , فتأمل رعاك
الله كم هو الحمق والجهل المكتنز فيهم , وحينما قرروا ذلك وعقدو عزمهم وامضو رايهم
عليه , كان اول قتيل هنا هو الصحابي الكبير علي بن ابي طالب !!
بالله عليكم كيف تنتصر الامة على اشلاء من بناها وكيف يصبح خلاص المؤمنين باهلاك
خيرهم , كيف للعاقل - ان كان فيه عقل - ان يفكر ان هكذا حل يمكن ان يصدق فيه اسم
الحل اصلا ً , هل يمكن بقتل حامل الرسالة تنتصر الرسالة وهل من البر في الرجل ان
يقتله من علمه التوحيد والايمان والصلاة والدين !!
حينما كان ذلك المجرم وهو يقام عليه حد القصاص يقرأ " قل اعوذ برب الناس " , كما
روي اقول ذكرني بالقوم الذين قالوا حينما وقع عليهم العذاب , " ياويلنا انا كنا
ظالمين " , صدق الله القائل , " وما تغنى النذر " , " وما تغني النذر " !!
ربح البيع يا عبد الرحمن بن ملجم , ربح البيع حقا ً وانت تتخبط بدماء من هاجر ماشيا
وجاهد المشركين بنفسه حينما كان ابوك يتمتع بامك في احدى القرى النائية واصحابك
كانوا يبحثون عن الاوثان المناسبة لمزاجهم التوحيدي , ربح البيع يا رجل , ربح البيع
!!