التوسل بالصالحين في الاسلام ومشروعيته

 

 

الخميس .. الثالث عشر من رجب ١٤٤٥ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y





هناك امر تسالمت الامة عليه منذ الرعيل الاول الا وهو التوسل وهو طلب القرب من الباري جل وعلا بامر او شيء له منزلة عنده ويسمى بالتوسل والله جل وعلا ذكره في القران الكريم حيث قال عز من قائل " وابتغو اليه الوسيلة " اي القرب وقال كذلك " اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب " .

والحقيقة انه لم يكن هنالك خلاف بين احد من اهل الاسلام في مشروعية التوسل وقد وردت به احاديث نبوية كحديث الاعمى واثار عن الصحابة كتوسل عمر بالعباس وغيرها ؛ حتى جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب فعد التوسل بالصالحين من الشرك وزعم ان المتوسل يدخل مع الله جل وعلا شريكا له عند توسله توسله باحد من عباده الصالحين وقال انه مكفر مخرج من الملة وكل هذا الكلام باطل على التحقيق الصحيح في هذا الباب.

فان التوسل بالصالحين مشروع بنص القران الكريم - كما اسلفنا - وان الصالحين لهم جاه ومنزلة ومقام عند الله وبهم يستجيب الله جل وعلا لمن توسل بهم وجعلهم بابا بينه وبين الله جل وعلا ؛ وانما عد ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب لان كثيرا من المتوسلين يقولون في توسلهم " يافلان .. افعل لي كذا وكذا " فعد هنا دعائهم دعاءا لغير الله والدعاء عنده - وهو الصحيح - هو العبادة فجعل دعائهم ضربا من ضروب صرف العبادة لغير الله جل وعلا.

والحق ان الذي يقول " يافلان افعل لي كذا وكذا " هو لايدعوه من دون الله جل وعلا بل يناديه والموتى - على التحقيق الصحيح - يسمعون كلام الاحياء في قبورهم وعليه فلا يكون توسله بهذا الميت الصالح دعاءا من دون الله تعالى ؛ بل هو توسل مشروع .

وكذلك فان التوسل بالصالحين هو من ابواب اجابة الادعية وقضاء الحاجات لمن خشي - لما عنده من الذنوب والتقصير - ان لا يستجيب الله دعاءه فهو يتوسل بشخص عزيز الجناب عند الله لتقضى حاجته وان شاء الله تعالى تقضى حاجته ؛ فلا تثريب بالتوسل بالصالحين واتخاذهم وسائط بين العبد وربه ، والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي

الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



page counter