الحقيقة ان ثورة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام عام احدى وستين للهجرة المشرفة قد منيت - للاسف - بفشل ذريع وانتهت بمقتل الامام الحسين عليه الصلاة والسلام وعدم بلوغه مأربه منها.
ماربه منها وهو الوصول للخلافة وامرة المؤمنين وازالة سلطان بني امية - وعلى رأسه يزيد بن معاوية لعنه الله تعالى - وانها حادثة جليلة في تاريخ الاسلام ومصيبة عظمى لم يسبق ان وقع شبيه بها ولا مثيل .
الامام الحسين كان في واقع الامر يتحرك مسنودا بنوعين من العلم اولهما علم الامامة الذي عنده وثانيهما علم الدنيا الذي عنده ايضا . فهو تحرك الى الكوفة لان اهلها ارسلوا اليه بعد وفاة معاوية بن ابي سفيان رضوان الله تعالى عليه انه ليس عليهم امام . وبذلك اصبح بامكانه النهوض بالامر مع وجود هذا العدد من الانصار - قيل ان عددهم بلغ ستين الف مبايع - وعليه لزمه الوفاء لهم .
والامام الحسين عليه الصلاة والسلام بعلم الامامة الذي عنده يعلم ان مصير حركته هو الفشل وانه سيستشهد في نهاية المطاف . الا انه وبعلم الدنيا نهض بالامر - على اية حال - واتجه الى الكوفة بعد بعثه ابن عمه ورسوله اليها مسلم بن عقيل للتثبت من القوم .
الحقيقة ان اللوم يوجه الى الدولة الاموية التي نكصت على عقبيها وحاربت حركة الامام الحسين عليه الصلاة والسلام . حيث ان امير المؤمنين يزيد بن معاوية - الذي كان يعلم بمخططات الامام الحسين بواسطة عيونه - عين عبيدالله بن زياد اميرا على الكوفة . وهنا بدا الصراع بين الطرفين .
نهاية الامر الت الى ان يزدلف ثلاثون الف مقاتل بقيادة عمر بن سعد بن ابي وقاص لعنه الله تعالى لمقاتلة الامام الحسين عليه الصلاة والسلام . وهذا الجيش يقابله ١٨ رجلا من بني هاشم وسبعون من الانصار الذين دخل بهم الامام الحسين عليه الصلاة والسلام معركته الاخيرة .
لقد خذلت الامة الامام الحسين عليه الصلاة والسلام في حركته وانتهى بها الامر لان تسقط فريسة بني امية الذين ملكوها لنيف وثمانين عاما . وبهذا يمكننا ان نقول ان فشل حركة الحسين عليه الصلاة والسلام هو لفقدان الناصر من الامة الناكصة على اعقابها . والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.