الحضارة التي جاء بها " محمد " ، عليه افضل الصلاوالسلام

 

 

الاحد .. الرابع من رمضان ١٤٤٤ للهجرة المشرفة

ماجد ساوي

 

y



مفردة الحضارة يمكن ان نضع لها تعاريف كثيرة كالعمران والصناعة والعسكرية والثقافة والممالك وغيرها مما يعد جنبا من جنبات مفردة الحضارة ، الا ان المفهوم الحديث لكلمة " حضارة " او culture اي ثقافة او civilization او مدنية ، فانه يمكن التعبير عنه بالقول انه مجموعة من النظم والقوانين والاحكام وهي يمكن اعتبارها مرجعيتها الفكرية ومايقوم عليه اساس البناء الحضاري عندها التي تعتمدها امة من الامم لتسيير شؤونها . وطبعا ماينتج عن ذلك من القوة والغلبة والسيطرة والعمران والثقافة هي امور تعتبر وليدة لوجود الحضارة وليست من اسسها في البدء .

فنجد مثلا ان الحضارة الفرعونية التي تعتبر اطول حضارة عمرت في الارض كان لها مجموعة من النظم والقوانين والاحكام كانت تعمل بها والتي انتجت على سبيل المثال المسلات العملاقة والبناء الاهرامي العجيب للاهرامات للامة القبطية ابان حضارة الفراعنة ، وهكذا فان كل امة تكون لها نظم وقوانين واحكام وهي ماينتج حضارتها ، وقد كانت هنالك على ساحة الارض حضارات عظيمة كثيرة كالحضارة البابلية والاشورية والكلدانية والارمنية والرومانية والفارسية الساسانية واليونانية وغيرها من الحضارات التي عمرت الارض وملئت الدنيا ومن ثم بادت وانتهت .

وعند النظر الى ماجاء به رسول الله من الاسلام فاننا يمكننا ان نطلق على هذا بانه ايضا حضارة لان الاسلام يشتمل على نظم وقوانين واحكام تمثل في وجودها اس تاسيس مادة الحضارة ، وعليه يمكننا تسميتها " بحضارة الاسلام " ، وهذه الحضارة تتميز عن باقي حضارات الدنيا التي عمرت وبادت انها حضارة ربانية اي ان المؤسس الاول لها هو الله جل وعلا ، وايضا تتميز بانها حضارة صالحة لكل زمان ومكان ، وكذلك تنفرد بكونها حضارة مستقلة في اصولها فهي لم تاخذ شيئا من الحضارات السابقة لها ، وفوق هذا فانها حضارة ليست حضارة مادية تبني العمران بل حضارة روحية تبني الانسان .

فحضارة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام حضارة جعلت الابيض والاسود والاصفر والاحمر سواسية امام القضاء ، حضارة تؤمن بالله جل وعلا ربا وخالقا ومدبرا حكيما ، حضارة تعاقب المفسدين وتثيب الطائعين ، لا تعتاش على الغزو والسلب والنهب واستعمار واحتلال بقية الشعوب كما بقية الحضارات ، بل حضارة تنادي باعمار الارض بالخير والعدل والصلاح ، حضارة تسعى لان يكون الانسان عبدا لربه وفي احسن احوال العبودية .

فانعم بهذه الحضارة التي جاء بها خير الرسل وافضل العباد ، حيث الحقوق محفوظة والقوانين مصانة والعدالة مشهودة ، حيث الفقراء ينعمون بالماكل والمشرب والمابس والمسكن ، حضارة حيث الناس يصومون شهرا كاملا فقط للاحساس بانين الجوعى ، حضارة تعمر البلدان بالرفاه الناضج وتبني العمران بالترف العادل ، وتريد من جميع مواطنيها والمؤمنين بها ان يصلوا لرب هذا العالم المنعم عليهم باكرم الاديان " دين الاسلام " ، والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.

ماجد ساوي
الموقع الزاوية
https://alzaweyah.org/

 

 

نظام التعليقات والمشاركة في موقع الزاوية الادبي

 

اهلا وسهلا
 

 

 



website hits counter