بداية اننا نعود الى موسوعة الويكيبيديا التي عرفت البيت الابراهيمي بقولها انه مجمع ديني مستوحى من وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها البابا فرنسيس نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية وأحمد الطيب نيابة عن الجامع الأزهر في 4 فبراير 2019 في أبو ظبي. يضم المجمع كنيس، مسجد وكنيسة سيتم تسميتهم كنيس موسى بن ميمون، كنيسة القديس فرنسيس ومسجد الإمام الطيب. ( ١ )
فنحن نرى ان الدولة في الامارات العربية المتحدة ترجمت هذه الوثيقة ( ٢ ) الموقعة بين الطرفين بانشاء مجمع ديني يضم مسجدا اسلاميا وكنيسا يهوديا وكنيسة نصرانية ، وان الداعي لذلك هو ترسيخ معاني السلام بين الاديان والدعوة للتسامح الديني ، وهو امر لاباس به ومعناه حثت عليه الشريعة المطهرة بحيث ان الاسلام اوجد فيه مايعرف بنظام اهل الذمة للتعامل مع الاديان المخالفة للاسلام وكيفية عيشها تحت مظلة الاسلام ويمكن للراغب الرجوع لنصوص الشريعة المقدسة في هذا الباب لمعرفة المزيد عن تسامح الاسلام ودعوته للسلام في العالم .
الا ان الامر بايجاد اماكن عبادة مشتركة على هذا النحو في المجمع الديني بجزيرة السعيدية في الامارات العربية المتحدة ، فانه امر مستهجن جدا حيث ان فيه ايحاءا - وايحاءا قويا - بتساوي الاسلام مع الديانة اليهودية والنصرانية ، وفيه هنا طعن كبير بشرعية الاسلام كدين خاتم لجميع الاديان امر الله تعالى الناس باتباعه ، والايمان به وهو الامر الذي يخدش برسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام .
فكلنا يعلم انه في عقيدتنا نحن المسلمين الاديان السابقة - كاليهودية والنصرانية - قد حرفت كتبها وغيرت شرائعها ولم تعد اديانا - وان كانت في اصلها سماوية - صالحة لعبادة الله جل وعلا ، لما احدث فيها من التحريف والتبديل والتغيير ، ولدخول الشرك والغلو فيها في عقائدها فالنصارى ذوي النصرانية المحرفة على سبيل المثال يقولون بان عيسى روح الله تعالى وايته لخلقه هو ثالث ثلاثة اولهم هو الله وانه في عقائد اخرى ابن للرب جل وعلا او انه الرب جل وعلا ومافي ذلك من الكفر الصريح بوحدانية الله تعالى وكذلك تقول اليهودية المحرفة بان نبي الله تعالى عزير عليه الصلاة والسلام هو ابن الرب جل وعلا وهكذا .
فعلينا كمسلمين الانتباه لهذا وندعو دولة الامارات الى اغلاق هذا المجمع الديني والعودة لجادة الصواب والله الهادي لسواء السبيل ، والحمدالله رب العالمين واليه تصير الامور.
